لم تكن ملكة جمال جبل لبنان تدرك أن اللّقب سيفتح لها أبوابًا تسجل نجاحات، نادت الأضواء ريتا حرب كوجه لفت أنظار القيمين على محطة أوربت التي انطلقت منها ولا تزال، فبعد مشاركتها في أغنية مصوّرة، جاءت الفرصة لتقدّم برنامجًا متخصصًا في مجال الموضة والأزياء، وتشكّلت برامجها لتستقر لاحقًا في برنامج “عيون بيروت” مع مجموعة من الزميلات، إلّا أنّ تقديمهما للفوازير لصالح قناة ART إلى جانب الممثل السوري سامر المصري فتح لها آفاق التمثيل حين عرض عليها المنتج مروان حدّاد التمثيل مرّة أخرى وكانت الانطلاقة التي لا تزال لغاية الآن تحصد فيها نجاحات متتالية بأدوار مختلفة.
وعن أسلوبها التمثيلي بين القناعة والتنويع قالت ريتا حرب لـ “أحوال”: “بقدر ما يكون الممثل متمكّن من نفسه ومن أدواته التمثيلية بالتأكيد سيسعى لينوّع، وهذا ما يحصل معي، فأنا أجرّب تقديم دور جديد وشخصية جديدة وأتحدّى نفسي تمثيليًا، وبالتالي لا أطبع نفسي بدور واحد طالما أنا قادرة، وأيضًا يستمتع المشاهد بما ألعبه إذ تصلني ردّة فعل المشاهد. كما أنّ تنوع الشخصيات هو غنى، حتى بالدراما هناك غنى بالشخصيات المتنوعة في الكوميديا الخفيفة مثل كوميديا الموقف والكلمة كما ترونها في “جمهورية نون”، كما بدأ يظهر من خلال دوري كضيفة في “عروس بيروت”.
وعن مسلسل “جمهورية نون”، ووقوعه في منطقة غير محدّدة بين الكوميديا والدراما، ردّت ريتا: “جمهورية نون يعرض على LBCI، هو مسلسل عائلي يغلب عليه الطابع الكوميدي الاجتماعي، يطرح مشكلات الأم الأرملة والعاملة والناجحة في عملها، والتي تريد أن تنجح في بيتها، فهي لديها أسلوب في التعاطي مع أولادها، وينعكس أيضًا على تعاملها مع جيرانها في قالب كوميدي.
صراحة هذا المسلسل تم تصويره من أكثر من أربع سنوات، ولا أعرف لماذا لم يعرض لغاية اليوم، وفوجئت بردود فعل الناس، فهو يشبه الكثير من الحالات في المجتمع فهناك أشخاص مميّزين في الحياة ويتعبون في عملهم وبيتهم ويغضون النظر على قلبهم على حساب سعادة أولادهم ورغباتهم”.
وعن حريتها في مساحتها الإعلامية أكثر من الدراما تقول ريتا: “هما مجالان مختلفان، في التمثيل نحن نسير وفق خيال الكاتب أو واقع معيّن يلعبه الممثل، بينما قد نرسم رؤيتنا في الدور بالاتفاق مع الكاتب أو المخرج. وأنا كإعلامية صرت أعرف أين حدودي من خلال خبرتي الطويلة في محطة أوربت، والمواضيع التي أطرحها في أي مجال ندخله، وهنا تكمن شعرة صغيرة بين أن نأخذ حقائق من الضيف وبينما نكون جريئين أكثر ممّا يلزم، انا أتبع أسلوب الضيافة الجميلة ليكون مكرّم معي فكلّما كان مرتاحًا استطعت أن آخذ منه معلومات أكثر، وهنا لا يمكن المقارنة بين المجالين”.
وعن استغنائها عن فريق الإعداد في برامجها لتمسك هي دفّة الحوار توضح ريتا: “لا أراه استغناء بل فريق عمل يكمل بعضه، وفي آخر برنامج أقدّمه الآن “شرفونا مع ريتا حرب” يعرض كل يوم جمعة على قناة اليوم، هو برنامج فنّي أقدّمه بطريقة أنا أحبها، وأقوم باختيار الضيوف وإعداد الحوار مع فريق عمل يساعدني، وتكون طريقة الحوار مختلفة بقدر الإمكان، واختيار الأسماء ليست مستهلكة كثيرًا على الشاشات أو لديها شيء جديد، ويكون لدي ضيوف من خارج لبنان، وتكون معادلة جميلة، مع فريق عمل منسجم”.
وعن مشاركتها للمرّة الأولى عمل مشترك خليجي تقول: “المسلسل الخليجي “ضرب الرمل” وهو مسلسل سعودي مع القامة التمثيلية مع خالد عبدالرحمن، المسلسل عمل لي نقلة نوعية أدخلني إلى السعودية كممثلة، وأتمنّى أن تعاد التجربة مرّة جديدة لأنّها مختلفة من ناحية الممثلين والإخراج وهو أمر جميل سبق وشاركت في تجارب مشتركة لبناني- سوري مثل “طريق” و”من الآخر” و”عروس بيروت” وغيرها الكثير، أما مسلسل “ضرب الرمل” فهو التجربة السعودية الخليجية الأولى.
وعن احتكار شركات الإنتاج لبعض الوجوه، تصرّح ريتا أنّها ضد الاحتكار: “موضة الاحتكار كانت سابقة، ولكنّها لم تعد موضة، نشهد الآن الكثير من المنتجين وشركات الإنتاج يعيدون تجربة التعامل مع نفس الوجوه في أكثر من عمل، وليس بالضرورة أن يكون لديهم عقد احتكار، عامة لا أحب عقود الاحتكار بل أفضل الحرية في كل شيء.
مثلًا في بداياتي في التمثيل عملت مع “مروى غروب” في العديد من المسلسلات، منها “الحياة دراما” و”مراهقون” و”الحب المجنون” و”حياة سكول” و”عشرة عبيد صغار” و”أول نظرة” و”أدهم بيك” وكان عملي معهم من دون عقد احتكار، كما أنّني أعمل مع شركات في أكثر من عمل، مثل الصبّاح عملت معهم في مسلسل “طريق” و”مسلسل “من الآخر”. وممكن أن أعمل مع شركات من دون عقد احتكار”.
وعمّا تحضره من جديد صرت ريتا: “جديدي اليوم شخصية “سيرين” في مسلسل “عروس بيروت” على شاهد VIP وعلى شاشة MBC2، وأحببتُ الشخصية كثيرًا لما فيها تنقل بين الكوميديا والدراما، وان شاء الله يحبها المشاهد أيضًا، والجميل في الشخصية أنّها حيوية كثيرًا وصريحة جدًا ولا يهمّها رأي أحد، تقول رأيها وتمشي ولا تسمع ما يقال حولها، وفجأة تقلب إلى أن تصبح حسّاسة.
كما أنني لا أزال في مرحلة قراءة بعض الأعمال ولا يمكنني الحديث عنها إلى أن أوافق على الدور وأوقّع”.
هناء حاج